الصفحات

الصفحات

الأربعاء، 3 أبريل 2013

أنت ؟؟؟



أنت !!



أنت من يناديك شيئاً ما


ويأخذك إلى عالم نسجته من فوضى وفراغات 


مزروعة بداخلك

 
ترويها كل يوم حتى أصبحت جزءاً من تكوينك ..


إنه عالم من المظاهر لا قيمة له ..


لكنك تعشق النظر إلى الأشياء من مظهرها


برغم كل ماتخلفه تلك المظاهر من معاناة


تدفع ثمنها غالياً من مستقبلك وعمرك


 الذى يمر أمام عينيك


وأنت قابع فى تلك الدائرة الشكلية


 التى لا تخلوا من المجاملات والنفاق .

أنت من تتخلى عن بعض مبادئك


 لتساير منظومة الشكليات والمظاهر


حتى أنك تفقد هويتك لأنك تضعف أمام أهوائك


 وتغريك الأشياء حتى أصبحت عبداً لها ..


وتحاول بشتى الطرق أن تبرر وتعلل


 تخليك عن مبادئك دون جدوى .. 


فالحقيقة واضحة أمام نفسك وأمام الناس .


أنت من تتشبث بالإراء المتساهلة


التى تسمعها من الآخرين


وتجعل منها حجة ومبرراً لنفسك ..


ولم تسأل نفسك مرة من هؤلاء الآخرين


الذى تقلدهم ؟ ..


 أليسوا هم من يعيشون فى عالم


غير عالمك التى نشئت فيه


 وإستقيت من تعاليمه أسمى معانى الحياة


 من مبادئ وقيم راسخة


جعلت منك إنساناً صحيحاً ؟ ..


فما الداعى إذاً أن تساير هؤلاء الذين يأخذون


 من المظاهر منهجاً لهم ؟ ..


لماذا تضرب عرض الحائط بكل ماتعلمته


من أجل تحقيق مصلحة شكلية ومظاهر خادعة 


تفصلك عن ذاتك ؟ ..


 ألا تذكر يوماً أحد والديك وهو ينصحك بحب 


وحرص بأن تفعل كذا ولا تفعل كذا ؟ ..


أم إن قلبك وعقلك ملكاً لعالم الخداع والزيف ..


 وعندما يواجهك أحداً ..


تقول نفس الجملة التى تحفظها وترددها


" الناس كلها بتعمل كدا "


 ألا تذكر قصة سيدنا إبراهيم عندما سأل الكفار 


لما تعبدون الأصنام ..


 فكان ردهم" وجدنا أباءنا لها عابدين " .


أنت من تفسر الحرية بفهوم التنكر للمبادئ 


والقيم والبعيدة كل البعد عن الأخلاق والهوية ..


 فالحرية هى كبح جماح النفس


وعدم الخضوع لرغباتها


 والإستسلام لنزغاتها والإحساس بالآخرين ..


وليست الحرية أن تفعل مايحلو لك لتحقيق 


رغباتك وهدم مبادئك وتشويه إنسانيتك .


أنت تشغل نفسك بسيل من الأفكار


والأهتمامات السلبية

 
لكى تظهر أمام الناس كشخصية مميزة ،


خفيفة الظل على حساب المبدأ والقيمة والهوية 


..


فأنت دائما تحاول ألا تعطى نفسك


أى فرصة لتشعر بالفراغ ،


 لتعيش فى عالم آخر يفصلك عن ذاتك


 وسط عالم يحيا بإهتمامات وأفكار لا طائل منها


سوى المزيد من الآلم والمعاناة..


وفى نهاية المطاف تنفض الدنيا من حولك


 وتشعر بوحدة وفراغ


صنعته انت بيديك لتحط من قيمة نفسك


وتزداد مخاوفك 


ورويداً رويداً تفقد الثقة فى نفسك وفى الآخرين 


أنت من تستطيع إستعادة نفسك


التى تاهت منك ..


فإذا أردت أن تنجح وتحقق ذاتك ،

 
يجب عليك أن تبدأ حوار داخلى بينك وبين 


نفسك لتغير من مفاهيمك الشكلية


وأن تتمسك بمبادئك مهما كانت الإغراءت



 ولاترضى خواطر الآخرين على حساب المبدأ 



حتى تكون إنسان بمعنى 


 
قل  لمن  يحمل  هماً  ...  بأن  همه   لن   يدوم 
فكما   تفني   السعادة ... هكذا   تفني   الهموم 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.